الواقع الافتراضي في التعليم
الواقع الافتراضي في التعليم
قد لا يعرف البعض الكثير عن هذه التقنية؛ تعتبر تقنية الواقع الافتراضي أو ما يسميها العلماء التكنولوجيا (VR) من أحدث التقنيات في عصر التكنولوجيا الحديثة.
بدأ العالم جينر لانيير هذه التقنية ويعتبر الأب الروحي لها، حيث أسس شركة VPL Research ثم طورها بسلسلة من الأجهزة الخاصة التي تنقل البيانات إلى الإنسان الذي يعيش في هذا العالم الافتراضي، مثل القفازات التي تنقل حاسة اللمس.
تتيح هذه التقنية للإنسان تجربة ما لم يتمكن من تجربته في الواقع، ويعتمد هذا العالم الافتراضي على بعض الأجهزة التقنية والمعالجة الحاسوبية، ويتم ذلك بمساعدة نظارات خاصة مثبتة على الرأس، والتي تعكس صورة ثلاثية الأبعاد حوله. شخص يختبر عالمًا افتراضيًا.
في بعض الأحيان يتم استخدام قفازات خاصة لخلق الإحساس بلمس الشيء الذي تراه من خلال النظارات، وتستخدم هذه التقنية الحديثة في العديد من المجالات.
ومن المجالات التي يمكن أن تستفيد من هذه التكنولوجيا الحديثة هو مجال التعليم، لذلك تستخدم العديد من الدول هذه التكنولوجيا في الفصول الدراسية لأنها تخلق بيئة تعليمية مختلفة وممتعة.
مميزات استخدام تكنولوجيا العالم الافتراضي في التعليم
عند الحديث عن الواقع الافتراضي في التعليم لا بد من توضيح الميزات التي تساعد بشكل كبير في عملية التعلم بشكل متقدم، ومن هذه الميزات ما يلي:
- إمكانية التربية البدنية، حيث توفر هذه التقنية نماذج مجسدة تجعل التعلم أكثر متعة للطلاب، كما أنها قادرة على استبدال الورق والكتب بالأفلام التعليمية الممتعة.
- تعمل هذه التقنية على تحسين مهارات الطلاب داخل الفصل الدراسي من خلال التفاعل مع العالم الافتراضي، كما تساعدنا هذه التقنية في التخلص من الملل الذي يشعر به الطلاب داخل الفصل الدراسي.
- تعزيز إدراك الطالب للفهم والتعلم من خلال الانغماس في المادة التي يدرسها وفهم كافة تفاصيلها بطريقة ممتعة ليحقق الطالب أداءً دراسياً وأكاديمياً أفضل.
- تمكين الطلاب من التعلم بشكل آمن وفعال دون التعرض لأية مشاكل. على سبيل المثال، يمكن للطالب أن يتعلم كيفية إجراء جراحة القلب.
- هناك بعض أنواع التعلم العملي التي يصعب على الطلاب ممارستها بسبب صعوبة إتاحتها في العالم الحقيقي وهي نظرية فقط للطلاب، ولكن هذه التكنولوجيا أتاحت إمكانية ممارستها بأمان وفعالية.
- يمكن للطالب التدرب على قيادة مركبة فضائية أو صاروخ دون أي خطر أو تكلفة.
- كما أثبتت بعض الدراسات التي أجرتها جامعة وارويك أن الطلاب الذين استخدموا الواقع الافتراضي في عملية التعلم لديهم القدرة على تذكر المعلومات المستفادة أكثر من الطلاب الذين درسوا نفس المعلومات باستخدام طرق التعلم التقليدية.
- بالإضافة إلى ذلك، كانت ردود أفعال الطلاب أكثر إيجابية عندما استخدموا النظارات وسماعات الرأس لاستكشاف العالم الافتراضي مقارنة باستخدام الكتب المدرسية، التي وجدوها مملة.
– دراسة المواضيع التي يمكن دراستها في العالم الافتراضي
عندما نتحدث عن الواقع الافتراضي في التعليم ومدى قدرة هذه التكنولوجيا على تطوير التعليم بشكل كبير، وكذلك إمكانية استخدامه في العديد من المجالات، إلا أننا سنسلط الضوء على بعض المواضيع التي يمكن الاستفادة من تجربة العالم الافتراضي فيها مرحلة التعليم الأساسي .
تعتبر هذه المرحلة التعليمية من أهم المراحل في تطور الطالب والطالبة، وتصبح المواد الدراسية مملة بالنسبة لهم بسبب الكتب التقليدية، ومن هذه المواضيع:
1- الجغرافيا
يمكننا الاستفادة من العالم المتخيل في الجغرافيا من خلال عرض صور ثلاثية الأبعاد للخرائط والأماكن المختلفة لجعل التجربة أكثر متعة للطلاب.
2- التاريخ
إن تعلم التاريخ بمساعدة تقنية العالم الافتراضي أكثر متعة لأنه كأن الطالب يسافر عبر الزمن باستخدام النظارات والسماعات لهذه التقنية مما يجعله يشعر وكأنه انتقل إلى المكان أو العصر الذي يدرس فيه، وهذا تتيح التكنولوجيا أيضًا التواصل مع الشخصيات التاريخية المختلفة.
3- الفن
يهتم الكثير من الطلاب بأنواع مختلفة من الفن، سواء كان الرسم أو الموسيقى وغيرها، ويمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا التي توفر للطالب الكثير من المعلومات الثقافية الفنية، من خلال زيارة المعارض المختلفة في العالم والتي يصعب زيارتها. السفر أو الوصول إلى العالم الحقيقي.
4- العلوم
تعتبر هذه المادة العلمية من المواد العلمية الصعبة، ولكن إذا تمت دراستها بمساعدة تكنولوجيا العالم الافتراضي تصبح أكثر متعة، خاصة في علم الأحياء والكيمياء.
على سبيل المثال، هناك العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها لدراسة علم التشريح وكذلك لإجراء تجارب العلوم الكيميائية دون تعريض الطالب لخطر رد فعل غير صحيح.
هذه المواضيع هي مجرد مثال بسيط لاستخدام الواقع الافتراضي، ولكن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تفيد بها هذه الخبرة التقنية عملية التعلم.
فئة الواقع الافتراضي
واستمراراً للحديث عن الواقع الافتراضي في التعليم لا بد من توضيح شكل الفصول المخصصة لهذه التقنية:
- هناك قاعات دراسية وهي عبارة عن غرفة يتم فيها عرض مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو على جدران الغرفة لخلق بيئة افتراضية.
ويعتبر هذا النوع من أبسط الأنواع ولا يحتاج إلى نظارات خاصة أو سماعات رأس، لذلك من السهل إتاحة هذه التقنية في العديد من الفصول الدراسية.
- وهناك نوع آخر من النشاط يتيح للطالب استخدام النظارات والسماعات التي يضعها على رأسه أثناء جلوسه على مكتبه، وتأخذه هذه النظارات إلى العالم الافتراضي الذي يدرسه.
لكن هذا النوع أكثر تكلفة لأنه يجب أن يكون لكل طالب نظارة وسماعات، أو على الأقل إذا كان هناك ثلاثون طالبًا في الفصل، فيجب توفير حوالي 15 نظارة وسماعات لكل طالب.
تقنيات العالم الافتراضي وذوي صعوبات التعلم
بالنسبة للطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم، كل ما يحتاجون إليه هو تقديم المعلومات الأكاديمية بطريقة أصلية وجديدة، والحصول على القليل من المرح، وتعتبر هذه التكنولوجيا من أفضل الطرق لهم للتعلم.
مما يجعل من الممكن الحصول على المعلومة بطريقة سهلة، وتثبت في ذهن الطالب، ولا ينساها، خاصة في مرحلة التعليم الابتدائي.
نظراً للتطور السريع للتكنولوجيا، سنظل نسمع عن العديد من التقنيات والتطبيقات الجديدة التي نحتاج إلى مواكبة ومواكبة كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا.